استطاعت الكنيسة القبطية أن تستثمر في قوتها المعنوية كونها المرجع الروحي لما يزيد على مئات الملايين حول العالم

دور الكنيسة,القوة الناعمة,الكنيسة القبطية,تحقيق السلام

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف
توظيف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للقوة الناعمة

توظيف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للقوة الناعمة

استطاعت الكنيسة القبطية أن تستثمر في قوتها المعنوية، كونها المرجع الروحي لما يزيد على مئات الملايين حول العالم، وعززت هذا الدور من خلال التوفيق بين متطلبات هذا العصر ورؤيتها المتمثلة في تدعيم الفكر المسيحي، والترويج ونشر السلام الإنساني بشكل عام. في هذا الإطار، يجدر الحديث عن أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية، وهي أقدم خدمة كنسية مُقننة في كل الطوائف وعلى مستوى كل الكنائس، وتقوم، بالإضافة لنشاطاتها الإنسانية من مساعدات وبرامج لتأهيل الفقراء بدور أساسي ولافت في السعي من أجل السلام والتوسط في النزاعات. وتعتمد دبلوماسيتها في تحقيق السلام بين الدول على فهم ثقافة الأطراف  وتطوير علاقات شخصية معهم لخلق جو من التفاهم والتعاون. تمتلك الكنيسة القبطية شبكة إعلامية تعتبر واحدة من أكبر الشبكات على الصعيد الدولي بإمكانيات تأثير هائلة على الجمهور، كما أنها تبقيه على اطلاع على كل ما يجري حول العالم. إضافة إلى شبكة تلفزيونية بكفاءة مميزة، هذا إلى جانب العمل في مجالات التأهيل المهني والصحة والمساعدات الخيرية والاجتماعية من خلال منظمات غير ربحية تديرها الكنيسة بشكل مباشر، ويعملون بشكل خاص في رعاية المسنين والمشردين واللاجئين والأطفال الذين لا مأوى لهم، والمرضى ومدمني المخدرات، دون تمييز، سواء على أساس الدين أو الجنسية أو الظروف الاجتماعية . كما أنهم منخرطون في عملية تعزيز السلام من خلال حمل صوت الكنيسة إلى كل العالم. هذه الوسائل تدعم الكنيسة القبطية وتمكنها من أداء دورها في المجتمع بشكل فاعل، لا تنافس فيه ، حيث إن قوة الكنيسة لا ترتكز على قضايا مثل الديموغرافيا أو الجغرافيا أو الاقتصاد أو القوة العسكرية؛ بل على الأبوة الروحية والثقافية وقد أثبتت قدرتها على التأقلم مع المتغيرات الزمنية  والتحاور والتواصل بكل الوسائل الممكنة.



تسعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ممثلة بالبابا إلى التبشير ونشر تعاليم المسيحية السامية حول العالم، إذ كان لها دور بارز في الآزمات منذ القرون الأولى وخصوصًا من فترة 1967 حتى 1973م ، وأيضًا في وقتنا الحالي من فترة 2011 وحتى الآن. لقد تم ذلك من خلال تعاون مشترك بين الكنيسة ومؤسسات الدولة المصرية، ورغم الصعوبات الاقتصادية والآزمات التي مرت بها الدولة المصرية وجائحة كورونا 2020م، بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بإدخال المساعدات المادية والمعنوية لدفع السكان إلى التمسك بالإصلاحات السياسية والتحول إلى النظام الديمقراطي. إن قوة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تقتصر على حدود الدولة المصرية، لكنها متجاوزة لتشمل مئات الملايين من جموع المسيحيين في العالم والتابعين للقيادة الروحية لبابا الكنيسة القبطية، الذي هو بمثابة البطريرك المُتقدم بين كنائس العالم وأقدمهم، فالجغرافيا البشرية التي تتعدى حدود الدولة هي بلا شك أحد مصادر قوة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.