أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الجمعة وفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعد رحلة طويلة

الصفقة,رحيل رئيس الامارات,خليفة بن زايد,محطات في حياة خليفة بن زايد,مصر,الامارات

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

بروفايل

أبرز المحطات في حياة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد..

الخليفة ابن زايد
الخليفة ابن زايد

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الجمعة، وفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعد رحلة طويلة من العطاء.



 الشيخ خليفة وأصوله

وُلد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 1948 في قلعة المويجعي بمدينة العين، واسمه الكامل هو خليفة بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، وهو النجل الأكبر للوالد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ينتمي الشيخ خليفة إلى قبيلة بني ياس، التي تعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية التي استقرت فيما يعرف اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عُرفت تاريخياً باسم "حلف بني ياس".

السنوات الأولى

عاش الشيخ خليفة مع عائلته في قلعة المويجعي في مدينة العين، وتلقى تعليمه المدرسي في المدينة نفسها بالمدرسة النهيانية التي أنشأها الشيخ زايد.

قضى الشيخ خليفة معظم طفولته في واحات العين، والبريمي بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت.

شخصيات في حياة رئيس دولة الإمارات

حرص الشيخ زايد على اصطحاب نجله الأكبر في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، في منطقتيّ العين والبريمي، حيث كان للواحتين أهمية اقتصادية واستراتيجية لإمارة أبوظبي كأكبر منتج زراعي، وكمركز استراتيجي رئيسي لأمن المنطقة.

ظل الشيخ خليفة ملازماً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مهمته الصعبة لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، مما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية لتحمل المسؤولية والثقة والعدالة.

لازم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المجالس العامة، والتي تعد مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت، مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، وجعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبته مهارات الإدارة والاتصال.

رأى الشيخ خليفة تفاني والده لتحقيق الرخاء والرفاهية للقبائل، وحرصه على الحفاظ على أمنهم ووحدتهم الوطنية، ومبادراته في رعاية البيئة، والحفاظ على التراث الشعبي. وأصبح مؤمناً أن القائد الحقيقي هو الذي يهتم برفاهية شعبه.

كما كان لجلوس الشيخ خليفة بن زايد في مجالس جده من جهة أمه -الشيخ محمد بن خليفة- والذي عرف وقتها بحكمته، إضافة مهمة لمهاراته القيادية.

تمتع الشيخ خليفة بن زايد برعاية والدته، بالإضافة إلى رعاية واهتمام خاصين من جدته "الشيخة سلامة" التي كانت تحظى باحترام كبير، لحنكتها وحكمتها.

بداية حكمه

عندما انتقل الشيخ زايد آل نهيان إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس/آب 1966، عين نجله الشيخ خليفة -الذي كان عمره 18 عاماً في ذلك الوقت- ممثلاً له في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها. واعتبر هذا التفويض دليلا على ثقة الوالد المؤسس.

سار الشيخ خليفة على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، خاصة تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة.

وكان نجاحه الملحوظ في العين بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى.

خلال السنوات التالية، شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده الشيخ زايد بن سلطان، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى.

في 1 فبراير/شباط 1969، تم ترشيح الشيخ خليفة كولي عهد إمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في الإمارة.

أنشأ الشيخ خليفة دائرة الدفاع في أبوظبي، والتي أصبحت فيما بعد النواة التي شكلت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

في 1 يوليو/تموز عام 1971، شغل منصب رئيس مجلس وزراء أبوظبي، ووزيرا للدفاع والمالية.

وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 1973، تولى الشيخ خليفة منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني.

بعد ذلك بوقت قصير، في 20 يناير/كانون الثاني 1974، تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حل محل الحكومة المحلية في الإمارة.

أشرف الشيخ خليفة على المجلس التنفيذي في تحقيق برامج التنمية الشاملة في إمارة أبوظبي، بما في ذلك بناء المساكن، ونظام إمدادات المياه والطرق، والبنية التحتية العامة التي أدت إلى إبراز حداثة مدينة أبوظبي.

تأسس جهاز أبوظبي للاستثمار عام 1976 بناءً على أوامر من الشيخ خليفة بن زايد، بهدف إدارة الاستثمارات المالية في الإمارة، لضمان توفير مصدر دخل ثابت للأجيال القادمة.

تمّ انتخاب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، في أعقاب وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

مجالات من السلطة والتنمية

شارك الشيخ خليفة على نطاق واسع في مجالات التنمية الأخرى في البلاد، وفي مايو/أيار 1976، عُيّن نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في أعقاب القرار التاريخي للمجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.

وانصرف جُلَّ اهتمام الشيخ خليفة إلى جعل المؤسسة العسكرية معهداً كبيراً متعدد الاختصاصات، يتم فيه إعداد كوادر بشرية مدربة، فأنشأ عدة كليات، وأمر بشراء أحدث المعدات والمنشآت العسكرية.

وبالإضافة إلى ذلك، قام الشيخ خليفة بإنشاء دائرة أبوظبي للخدمات الاجتماعية والمباني التجارية المعروفة باسم (لجنة خليفة) في عام 1981، ويقدم القسم قروض البناء للمواطنين.

كان المنصب المهم الآخر الذي شغله الشيخ خليفة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي هو قيادة "المجلس الأعلى للبترول (الذي تم نقل صلاحياته إلى المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية). وشكّلت عملية تطوير المنشآت البتروكيماوية والصناعية في الإمارات جزءاً من برنامج طويل الأمد، يستهدف تنويع اقتصاد البلاد باعتباره من أولوياته.

وفي عام 1991، أسس الشيخ خليفة هيئة القروض لتوفير العقارات لمواطني الإمارة، لأغراض السكن والاستثمار على حد سواء.

وشغل حتى عام 2006 منصب رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية الذي يشرف على برنامج المساعدات الخارجية الإنمائية لدولة الإمارات.

الشيخ خليفة حاكم إمارة أبوظبي ورئيس دولة الإمارات تمّ انتخاب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، كذلك تولى مهامه كحاكم لإمارة أبوظبي إثر وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي انتُخب أول رئيس للبلاد في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971، وحتى تاريخ وفاته في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

بعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، أطلق الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين.

وكان من أهدافه الرئيسية كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة السير على نهج والده الذي آمن بدور دولة الإمارات الريادي كمنارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.

أشرف الشيخ خليفة على تطوير قطاعي النفط والغاز، والصناعات التحويلية التي ساهمت بنجاح كبير في التنوع الاقتصادي في البلاد.

كما قام بجولات واسعة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، لدراسة احتياجات الإمارات الشمالية، وأمر ببناء عدد من المشاريع السكنية، والطرق، ومشاريع التعليم، والخدمات الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، أطلق مبادرة لتطوير السلطة التشريعية، من خلال تعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بشكل يجمع بين الانتخاب والتعيين، مما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات مباشرة من شعب دولة الإمارات.

وللأنشطة الرياضية نصيب كبير من اهتمام الشيخ خليفة الذي يحرص على متابعتها بشكل مستمر، وخاصة كرة القدم، وله إسهامات مادية كبيرة في دعم وتكريم الفرق، والأندية الرياضية المحلية، التي تحقق بطولات محلية وإقليمية ودولية.

إعادة انتخاب الشيخ خليفة رئيساً

في عام 2009، أُعيد انتخاب الشيخ خليفة بن زايد رئيساً لدولة الإمارات، وقد تعهد بمواصلة تنفيذ استراتيجيات طموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية التي كان قد بدأ فيها. وكان لقيادته الرشيدة، واهتمامه بمصالح الدولة الاتحادية الفضل في تجاوز الأزمات المالية، والإقليمية.

السياسة الخارجية

أكد الشيخ خليفة على ضرورة إجراء تطويرات سياسية، لا تقتصر فقط على طرق الحوكمة، بل تشمل أيضاً إصلاحات مجتمعية ترفع من شأن الوطن والمواطن في كافة الميادين، وتعزز الانتماء الوطني.

بالإضافة إلى ذلك، حرص الشيخ خليفة أيضاً على انتهاج سياسة خارجية نشطة، تدعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعّال، إقليمياً، وعالمياً.

ويعتبر الشيخ خليفة من أشدّ المناصرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويؤمن أن نجاح وإنجازات هذا المجلس تعكس عمق التلاحم بين قادته.

كما أظهر الشيخ خليفة التزامه بتعزيز العلاقات الدولية من خلال استقبال قادة من دول آسيا، وأوروبا، والدول العربية الأخرى.

كما قام الشيخ خليفة بزيارات إلى دول آسيا الوسطى، لتوطيد علاقاته معها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

انتهج الشيخ خليفة سياسات إغاثية وإنمائية تدعم الدول والشعوب المحتاجة، بالإضافة إلى المساعدات الحكومية لدولة الإمارات.

وتعتبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في دولة الإمارات، حيث وصلت مساعداتها المختلفة لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم.

وبيده المعطاءة، استجاب للعديد من حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية لتلبية نداء المتضررين والمنكوبين والمهجرين أينما كانوا سواء في مشارق الأرض أو مغاربها، مثل تقديم المعونات الإغاثية بعد كارثة تسونامي في المحيط الهندي عام 2004 وزلزال عام 2005 الذي دمر جزءا كبيرا من شمال باكستان، والمناطق المجاورة في الهند.

مبادرات الشيخ خليفة

أطلق الشيخ خليفة العديد من المبادرات والقرارات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للوطن والمواطن، وتحقق الأولويات العليا للدولة، وأهدافها التنموية المستدامة. وتشمل أبرز المبادرات ما يلي:

 جائزة الشيخ خليفة للامتياز (SKEA) جائزة الشيخ خليفة للامتياز والتي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في عام 1999 كخارطة طريق، ومنهجية للتحسين المستمر بهدف تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية

تأسست مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في 2007 وتتمثل رؤيتها في: مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية - وتتركز استراتيجيتها في مجالي الصحة والتعليم محلياً، وإقليمياً وعالمياً.

 جائزة خليفة التربوية

 بدأت جائزة خليفة التربوية منذ عام 2007 بهدف دعم التعليم، والميدان التربوي، وتحفز المتميزين، والممارسات التربوية المبدعة. وتهدف المبادرة إلى إبراز التربويين، والممارسات العلمية الناجحة محلياً، وإقليمياً، وعربياً.

  إنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة

أمر الشيخ خليفة بإنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة في 2 ديسمبر 2011 بمناسبة اليوم الوطني الـ 40 لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحدد للصندوق رأس مال أولي قيمته 10 مليار درهم ليتولى دراسة ومعالجة قروض المواطنين المتعثرة.

وفي عام 2014، بلغ عدد المستفيدين من إعفاء البنوك والصندوق 3482 مواطناً، وبلغت قيمة المبالغ المتنازل عنها 1.5 مليار درهم.

يندرج المستفيدون من إعفاء الصندوق ضمن فئة الملتزمين بالسداد، إضافة إلى حالات الضمان الاجتماعي، أو العجز الصحي، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من الحالات الإنسانية الأخرى.

مبادرة إحلال المساكن القديمة قبل 1990 قام الشيخ خليفة على نحو منتظم بإصدار توجيهاته لبناء وإصلاح منازل الإماراتيين.

في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2012، وجّه الشيخ خليفة بمتابعة سرعة تنفيذ إحلال المساكن القديمة لكافة المواطنين في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، التي بنيت قبل سنة 1990، وذلك لضمان حصول المواطنين على مساكنهم الجديدة، وانتفاعهم بها في أقرب وقت ممكن.

وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تم حصرها 12,500 مسكن، بتكلفة تقدر بـ10 مليارات درهم.

 وفي أبريل/نيسان 2015، اعتمدت لجنة مبادرات رئيس دولة الإمارات قائمة لإصلاح وإحلال مساكن 504 من المواطنين، وشملت هذه المشاريع صيانة 105 منازل بتكلفة تقدر بـ 40.1 مليون، وإحلال 75 مسكناً بشكل عاجل بتكلفة تقدر بـ63.9 مليون درهم.

مبادرة أبشر

في عام 2012، أطلق الشيخ خليفة "مبادرة أبشر" لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتأهيلهم بالتدريبات اللازمة، وتشجيع المواطنين على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص.