اسد قسم شرطة كرداسة اللواء محمد جبر الذي قام بتمثلية اليوم في حلقة الاختيار النجم اشرف عبدالباقي وظهرت قصتة لل

المواطنين,الصفقة,اللواء محمد جبر,الجيزة,فض رابعة,الشرطة,شهداء كرداسة,القانون,اليوم,نتائج,منتصف,الواحات,وزارة الداخلية,سامية شنن

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

قصة اسد كرداسة اللواء محمد جبر الذي ظهر اليوم في حلقة الاختيار

اسد قسم شرطة كرداسة اللواء محمد جبر الذي قام بتمثلية اليوم في حلقة الاختيار النجم اشرف عبدالباقي وظهرت قصتة للعالم الان قصة البطل محمد جبر 



 

قصة بطل اللواء محمد جبر : "أيوا يا فندم أنا موجود فى المركز" جملة كان يكررها اللواء محمد جبر، مأمور مركز شرطة كرداسة، والذى استشهد فى الأحداث الأخيرة، بصفة يومية، عندما تتصل به مديرية أمن الجيزة للاطمئنان على الأوضاع الأمنية بمدينة كرداسة، فكان يحضر منذ الثامنة صباحاً، ويرفض أن يغادر المركز مثل باقى زملائه فى وقت الرائحة ما بين الرابعة عصراً وحتى التاسعة مساءً، وإنما كان يواصل فترة عمله الصباحية بالمسائية، فيحضر من التاسعة صباحا، ويغادر المركز عندما تشير عقارب الساعة إلى الواحدة بعد منتصف الليل.

لا يجلس على مكتبه كثيراً يتحرك داخل مبنى المركز بنشاط، ويستقل "بوكس" الشرطة ليلا لعمل دوريات أمنية بنفسه "أصل حياة الناس مسئولة مننا وإحنا بنعمل عشان نرضى ربنا"، هكذا كان يرد على الضباط والأفراد الصغار، عندما يسألونه عن سر إخلاصه فى عمله لهذه الدرجة، ويعود فى الطبية، ويقلب فى المحاضر التى تم تسجيلها على مدار اليوم، ويفحصها، ويدون فى ورقة خارجية ملاحظته.

مجند صغير يقف أمام باب مكتبه بالطابق الثانى على يمين السلم، ينظم دخول المواطنين إليه لسماع شكواهم، فكان لا يمل ولا يهدأ له بال حتى يحل مشاكل الجميع "احنا مهمتنا هنا نعمل كدا.. احنا مش بنمن على حد دا حقهم علينا" هكذا كان يؤكد لصغار الضباط، ويبنى بداخلهم حب العمل والتفانى فيه.

لا مكان للمحسوبية ولا الوساطة الكل سواسية أمام اللواء محمد جبر، ودبلوماسيته فى الحل قد تنهى الخلاف بين المتنازعين، ويتنازل الطرفان عن المحضر، ويشرب الجميع الشاى فى مكتب المأمور، ويخرجوا، وكأن المشكلة لم تكن، فصغار الضباط كانوا يقفون عن بعد يتعلمون من هذا الرجل كيف يدير الأمور، فهو الحازم الشديد فى عمله، المرن الدبلوماسى فى ويضع على وجهه نظارته المساء إلى المركز، حديثه، ذو الأخلاق العالية، يسأل عن الجميع، ويتصل من هاتفه الشخصى على صغار الأفراد عندما يعلم أن هناك مكروها أصابهم، ولا يغادر المركز حتى يطمئن على الجميع.

صوت القرآن الكريم هو الصوت الوحيد الذى يملأ جنبات مكتب "السيد المامور" فلا يدير التلفاز إلا على قراءة القرآن الكريم، وعندما يسمع صوت الأذان يدلف إلى "المصلى" بالمركز، حيث يقف وسط أبنائه الأفراد يؤدى الصلوات.

دعا أبناءه قبل شهر رمضان لحضور حفل زفاف ابنته، فكان لا يملك إلا ولدين وبنتا، ويقول لهم "هم دول اللى طلعت بيهم من الدنيا"، وأجتهد فى عملى حتى يبارك لى الله فيهم.

صوته الجهور "شدوا حيلكم يا رجالة" أثناء دخوله للمركز فى الصباح الباكر لن يسمعه أحد بعد ذلك، وابتسامته التى لا تفارق وجهه لن يراها أحد بعد استشهاده، حيث رحل الرجل، الذى فضل أن يموت شهيدا دون أن يترك مؤسسته الشرطية لخارجين عن القانون.

اتصلت به قبل الأحداث بأيام وسألته عن رد فعلهم حيال تعرضهم للهجوم، فأجابنى "لن أترك المركز ولن أخرج منه إلا وأنا على نعوش الموت، "هاقول لربنا يوم القيامة إنى سيبت مكانى عشان خوفت على حياتى لا والله"، وبالفعل قال فصدق ووعد فأوفى، ولم يخرج إلا وهو شهيد تزفه الملائكة إلى الجنان.

وكان اللواء محمد جبر قد عمل كمأمور لقسم شرطة الواحات برتبة "عقيد" لعدة سنوات، ثم انتقل منها إلى مركز شرطة أبو النمرس، حيث كان له الفضل فى ضبط العديد من الخارجين عن القانون والعناصر الإجرامية بمنطقة جنوب الجيزة، كما شارك فى الكشف عن غموض العديد من الجرائم الجنائية، ومن ثم تم ترقيته من رتبه عقيد إلى "عميد" ونقله إلى مركز شرطة كرداسة منذ قرابة 3 أعوام، حيث كانت هناك العديد من الجرائم الجنائية التى ظهرت فى كرداسة، وظهور عصابات المسجلين خطر والعناصر الإجرامية.

وكان لـ"جبر" باع طويل فى الجرائم الجنائية، حيث أسقط العديد من المتهمين، وتوصلت تحقيقاتها إلى نتائج طيبة، وكان محلا للثقة من رؤسائه ومدراء مديرية أمن الجيزة الذين تعاقبوا خلال فترة عمله به، حيث تم تكريمه لأكثر من مرة بسبب نشاطه الدائم والمستمر، حتى قررت وزارة الداخلية تكريمه بمنحه رتبة "اللواء" فى فترة قصيرة بعد حصوله على رتبة "العميد"، ومن ثم تقرر نقله من منصب مأمور كرداسة، ليشغل منصب مساعد مدير الأمن بعد حصوله على رتبة "اللواء"، وكان من المقرر أن يغادر "جبر" مركز شرطة لاستلام منصبه خلال أيام، إلا إن اندلاع الأحداث أخر وجوده بالمركز، فاستشهد بداخله، قبل أن يتركه.