إثيوبيا تتنصل من وعودها.. وسد النهضة لم يحم السودان من الفيضان الكارثي

عقب توتر الأوضاع بين دولة المنبع ودولتي المصب لنهر النيل بسبب سد النهضة الإثيوبي، أعلنت السودان ممثلة في الإدارة العامة لشؤون مياه النيل بوزارة الري والموارد المائية بالسودان، زيادة إيرادات النيل الأزرق من 100 مليون متر مكعب إلى 400 مليون متر مكعب في اليوم، خلال الأسبوع الماضي.

السودان توقعت استمرار زيادة المناسيب، بمعدل نصف متر في قطاع النيل الأزرق، من سنار إلى الخرطوم، والنيل الرئيسي بشمال الخرطوم"، مشيرة إلى أن خزان جبل أولياء شارف على اكتمال الملء الأول لمنسوب 476.5 مليون متر مكعب، بينما تستمر بقية الخزانات ومروي وسنار وسدي ستيت وأعالي نهر عطبرة في تمرير الوارد من النيل الأزرق والعطبراوي.

ودعت الإدارة السودانية الجهات المختصة والمواطنين لـ"إتخاذ الحيطة والحذر، حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، وسوف تواصل الإدارة متابعة وضع الفيضان الاستثنائي المفاجيء هذا العام.

الأمطار والسيول التي اجتاحت منطقة الجزيرة بالسودان أدت إلى انهيار وتأثر أكثر من مائة منزل وتأثر عشرات الأسر، وطال تأثير الأمطار ثلاثة مرافق حكومية في الأسبوع الجاري، بينما أصيب شخص واحد في تلك الأثناء.

الكثير من المراقبين أكدوا تأثر الكثير من البيوت والمنازل في السودان، ومحيط النيل الأزرق بالفيضان، والذي سببه عدم التنسيق بسبب الملء الثاني لسد النهضة، حيث فشلت إثيوبيا في حجز هذه الكمية من المياه واكمال حاجة السد الأوسط، فقد حجزت حوالي 3 مليار متر مكعب مياه فقط، وبعد ذلك اطلقت المياه في المجرى و حدث ما كانت تخشى منه السودان.

وفي الاساس فإن الجانب السوداني، يخزن فوق ما اعتاد على حبسه من المياه، واضيفت إليها الكميات المهولة الآتية من سد النهضة، بعد فتح بواباته، وهذا ما أدى إلى إحداث الاضطراب الجاري.

ما حدث من آثار تدميرية "مجرد بداية"، لأن الفيضان في صورته الحقيقية لم يبدأ بعد –حسب تحليل خبراء الري في السودان ومصر- والذين توقعوا أن ذروته ستبدأ مع بداية شهر أغسطس، ومن المتوقع حدوث آثار كارثية تطال سلبياتها السودان (الذي يفتقر لوجود أوعية لتخزين المياه على أراضيه) والمناطق الجنوبية من مصر.

معلومات عن سد النهضة

تدعي إثيوبيا أن سد النهضة هو حجر الأساس الذي تبني عليه طموحاتها في أن تصبح أكبر دولة مصدّرة للكهرباء، من المصادر المائية في أفريقيا، بعدما كانت واحدة من أفقر دول العالم، وتتوقع أن يولد السد 5 آلاف إلى 6 آلاف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، ما يساهم في إحداث نقلة اقتصادية عبر تصدير الطاقة للدول المجاورة كما تدعي.

ويقع سد النهضة على بعد 20 كيلو متراً من الحدود مع شرق السودان، ويبلغ ارتفاعه 145 متراً فيما يصل طوله إلى 1708 أمتار.