في حب الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبانهذا المكان حيث شهدت فيه صحاري مصر بل والعالم أول تجمع رهباني أول دير

الأنبا أنطونيوس,دير,الروح,الكنيسة,مصر,رهبان,الصفقة,الرهبان

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف
«وكأنه الطبيب الذي وهبه الله إلى مصر»

«وكأنه الطبيب الذي وهبه الله إلى مصر»

في حب الأنبا أنطونيوس (أب جميع الرهبان)

 هذا المكان، حيث شهدت فيه صحاري مصر بل والعالم أول تجمع رهباني، أول دير شهدت الأرض بل وملائكة السماء أيضًا أن يقال عن ساكنيه بأنهم بشر روحانيين وملائكة أرضيين، استحقوا أن يقولوا تسبحة الشاروبيم وتهليل السارافيم. حيث همس الروح وتنهد القلب، حيث الدموع والصلوات .



 تغنوا عنه آباء الكنيسة في القرون الأولى بالأقوال والمواعظ فنجد بطريرك القسطنطينية يوحنا ذهبي الفم يصرخ شاهدًا "إن السماء بكل نجومها وكواكبها لا تساوي برية مصر ورهبانها".

 ونطق المُنعم بالفضائل الشيخ الروحاني بما هو عميق في خبايا العابدين قائلاً: "أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك، لم يحتملوا السُكنى بين الناس، بل ألقوا عنهم كل حب جسداني وتغربوا عن كل شيء من أجلك يا محبوب". 

الرهبنة هي حب، ومَن قال خلاف ذلك فقد ضلَّ الطريق. فهي حب بلا مقابل. ليس بأعمال جسدية شاقة نُقدِّم هذا الحب، ولا بسهر ولا بدموع ولا بصلاة ولا بأيِّ مجهود بشري كبير أو صغير، وإنما الحب الذي فينا الذي دفعنا أن نُقدِّم ذواتنا للرب هو الذي يدفعنا لكي نُقدِّم صلاةً أو سهراً أو دموعاً أو تنهُّداً لعجزنا عن إظهار حبنا كاملاً للمسيح.

هكذا كانت حياة العظيم أنطونيوس المتنفس المسيح بل أيضًا صار حقا رائحته جاذبًا من بقاع الأرض كل طير يبحث عن بيتٍ أمنًا ساكنًا في حضرة العَلي كقول المرتل في المزمور، مُعينًا لهم ومُرشدًا ومُعلمًا بل وطبيبًا مُداويًا مُستحقٌ أن يكتب عنه أحد تلاميذه الذي استقى منه التعليم الروحي واللاهوتي سالكًا في دربه متمثلاً في هيبته شامخًا في قوته حكيمًا في أقواله وله من الإفراز وفطنة العقل ما لم يضاهيه العالم حتى صار العالم كله ضده ومع ذلك فقد غلب العالم، هو العظيم في البطاركة ثليل القديسين أثناسيوس الرسولي الإبن الروحي لمُعلم المسكونة وفاتنها لقائد الرهبنة ومدبرها للمتواضع وهو العظيم لقاهر الشياطين البرج العالي والحصين لمثال المجاهدين. قائلاً عنه، «فمن كان حزينًا ولم يرجعه فرحًا؟ ومن أتاه باكيًا على أمواته ولم يطرح عنه الكآبة؟ ومن أتاه غاضبًا ولم يتحول غضبه إلى محبة؟ ومن كان فقيرًا ويائسًا وإلتقى به ولم يزدر بالغنى ويتعزّ بفقره؟ وأي راهب سقط في الإهمال وأتى إليه ولم يصبح أقوى من قبل؟ وأي شاب صعد إلى الجبل ورآه ولم ينكر اللذات ولم يحب العفة؟ ومن ذا الذي جرّبته الشياطين وأتى إليه ولم يجد راحة؟ ومن أتى متضايقًا ولم يجد راحة؟ ومن أتى متضايقًا من أفكار شريرة ولم يهدأ فكره؟». الذي وهبك الفضائل يهبنا نحن أيضًا في تذكارك، الذي أعطاك الغلبة يعطينا نحن أيضًا مثال جهادك.

الذي منحك الحياة النقية يمنحنا نحن أيضًا أن نسلُك كحياتك،