تحليل.. الشركات الناشئة في أفريقيا تراهن على المطورين المحليين للتوسع عالميا

انطلقت الشركات الناشئة في أفريقيا صوب التوسع في أوروبا، وأنحاء أخرى من العالم، وهي تراهن في ذلك على توفير خدمات بأسعار أرخص، عبر مجموعة من المواهب التكنولوجية المتنامية، في وقت تلجأ فيه شركات التكنولوجيا الراسخة في العالم إلى تقليص عدد الموظفين لديها.

وذكر تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء أن شركة البيانات النيجيرية "بلو تشي تكنولوجيز"، والتي عملت لدى شركتي أوراكل ومايكروسوفت في السابق، بصدد افتتاح مكتب لها في أيرلندا.

الشركات الناشئة وتخزين المعلومات

وبحسب بيان نشر مؤخرا، فإن الشركة التي تعمل في مجال تخزين البيانات والخدمات التحليلية، سوف تعتمد على مطورين وعلماء البيانات الأفارقة لتقديم خدماتها للشركات المالية وشركات الاتصالات.

ونقلت بلومبرج عن المؤسس المشارك لـ "بلو تشيب تكنولوجيز"، أولوميد سويومبو، قوله في مقابلة: "نستطيع تقديم الخدمة بأسعار أرخص من الهند، ومن شرق أوروبا، لأن تكلفة المعيشة (هنا) أقل بكثير، كما أننا نملك الموهبة."

وفي ظل تراجع معدلات التوظيف في مجال التكنولوجيا، تعد أفريقيا استثناء، حيث إن السكان المحرومين من الخدمات في القارة، يتجاوزون معدلات التضخم والاقتصادات المتباطئة.

شركات التكنولوجيا الأفريقية

وتنضم "بلو تشيب تكنولوجيز" بذلك إلى قائمة متزايدة من شركات التكنولوجيا الأفريقية، في التوسع في أسواق الدول المتقدمة.

وتضم القائمة شركة "فلاتر ويف" النيجيرية لخدمات الدفع الإلكتروني، وشركة "زيبلين" لتوصيل الطلبات عبر الطائرات المسيرة (بدون طيار). وقد بدأت خدمة التوصيل الطبي بالطائرة المسيرة أولا في رواندا وغانا. وتعمل الشركة الآن في الولايات المتحدة، بشكل أساسي، بالشراكة مع شركة "نوفانت هيلث" للخدمات الصحية، ومع عملاء من بينهم شركة وولمارت، عملاق تجارة التجزئة في الولايات المتحدة.

ويشكل مجتمع المطورين الأفارقة حوالي 5ر0% من إجمالي القوى العاملة غير الزراعية في القارة، إلا أنه يتزايد على نحو متسارع. وقد ارتفع العدد بنسبة 8ر3% العام الماضي، إلى 716 ألفا، بحسب " "تقرير النظام البيئي لمطور أفريقيا 2021" ، من إعداد شركة جوجل. وأضافت نيجيريا النسبة الأكبر للنظام البيئي، بواقع 5000 مطور.

ويقول سويومبو إن الحافز وراء توسع "بلو تشيب تكنولوجيز" في أوروبا، كان الاتجاه المتنامي للعمل من المنزل خلال فترة ما بعد وباء كورونا، بالإضافة إلى النقص في المواهب التكنولوجية، والزيادة في الطلب على إدارة أكثر كفاءة للبيانات.

وزادت عائدات الشركة التي يقع مقرها في لاجوس، والتي تعمل في خمس أسواق أفريقية، بنحو خمسة أمثال منذ عام 2014، وتجاوزت حاجز الخمسين مليون دولار في عام 2021، بحسب سويومبو الذي شارك في تأسيس الشركة في عام 2008.

ومن خلال تعزيز خبراتها بالعمل مع بعض من كبرى شركات التكنولوجيا في العالم، تتوقع "بلو تشيب تكنولوجيز" أن تصل عائداتها إلى 250 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، بصفة رئيسية من الأسواق الأوروبية والتي يتوقع لها أن تشهد نموا تصل قيمته إلى 105 مليارات دولار خلال هذه الفترة.

ونقلت بلومبرج عن سورابي نيمكار، الشريك لدى شركة "جرينس هاوس كابيتال" للاستثمار في المشروعات الناشئة، القول إن الفرص المتاحة أمام الشركات الأفريقية الناشئة ليست مقصورة على أوروبا، حيث تتوسع هذه الشركات أيضا في أسواق ناشئة أخرى مثل أمريكا اللاتينية وأسيا.

تقنية خاصة بأفريقيا

وأضاف نيمكار: " إذا كان المرء ينشئ تقنية خاصة بمنطقته في أفريقيا ، فهي في الواقع قابلة للتغيير والتطوير على نحو كبير حيث إن التحديات الرئيسية هي نفسها (في أي مكان آخر) ".

وأشار تحليل بلومبرج إلى شركة "كوندا" الجنوب أفريقية، والتي تقدم خدمات الدفع على المكشوف، وهي تعمل الآن في باكستان. كما أن شركة "هيليوم هيلث" لتكنولوجيا الرعاية الصحية، والتي تأسست في نيجيريا، قد توسعت الآن في قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وهناك أيضا شركة "سويفل" للنقل التشاركي الذكي، وهي شركة تأسست في القاهرة ثم انتقلت إلى دبي، وقد انطلقت في عمليات استحواذ منذ إدراج أسهمها ببورصة ناسداك الأمريكية بعد توقيع اتفاق نهائى للاندماج مع شركة الاستحواذ ذات الغرض الخاص "كوينز جامبيت" الأمريكية. وفي نيسان/أبريل الماضي أعلنت سويفل استحواذها على شركة زولو الإنجليزية المتخصصة في الحافلات الذكية والنقل الجماعي مقابل 100مليون دولار. وجاء ذلك بعد استحواذ سويفل على عدد من الشركات على مستوى العالم، منها فولت لاين التركية، وشوتل في أمريكا الجنوبية، ودور تو دور الألمانية.

وتعتزم "بلو تشيب تكنولوجيز" النيجيرية التوسع في الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، وبينها الكاميرون، والسنغال، وكوت ديفوار.