تؤدي المواجهة بين عمالقة السلع الأساسية وشركات الشحن إلى إطالة أمد أزمة العمل في البحر إذ لا يزال نحو 200 أل

دعم,سفينة,العمال,الاخبار العالمية,كورونا,اخر الاخبار,الصفقة,النقل,شركات,ترتيب,تأمين,شركة,فيروس كورونا,التخطيط,صناعة,إعلان

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

200 ألف بحَّار عالقون بسفنهم بسبب خلافات بين شركات الشحن والسلع

 



تُؤدي المواجهة بين عمالقة السلع الأساسية وشركات الشحن إلى إطالة أمد أزمة العمل في البحر، إذ لا يزال نحو 200 ألف بحَّار عالقين على سفنهم بعد انتهاء عقودهم، وتجاوز متطلَّبات معايير السلامة المقبولة عالمياً.

 

 

وفي محاولة للحفاظ على تسليم المواد الغذائية، والوقود، والمواد الخام الأخرى في الموعد المحدد، تتجنَّب بعض شركات السلع الأساسية استئجار سفن معينة أو تفرض شروطاً قد تمنع إغاثة البحارة المنهكين.

 

 

كما تحاول الشركات الابتعاد عن تغييرات الطاقم التي أصبحت أكثر تكلفة بكثير، وتستغرق وقتاً طويلاً في ظلِّ تفشي فيروس كورونا.

 

 

وسعياً منها للحفاظ على الشحنات في الموعد المحدد، طلبت بعض الشركات من شركائها في الشحن ضمان عدم حدوث أي تغيير، وذلك وفقاً لرسائل إلكترونية، وعقود راجعتها "بلومبرغ".

 

 

وتُهدِّد هذه المتطلَّبات بتفاقم أزمة العمل التي تعيش بالفعل شهرها الثاني عشر، وفقاً لأصحاب السفن، والنقابات العمالية، والأمم المتحدة.

 

 

وبعد مرور أكثر من عام على انتشار الجائحة، تأخَّر مئات الآلاف من البحَّارة في الاستفادة من إجازة الشاطئ، فقد كان بعضهم يعمل بدون أجر أو خطة ثابتة للعودة إلى الوطن، واتخذ الكثيرون إجراءات يائسة؛ وفي إحدى الحالات، حوَّل قبطانٌ مسار سفينته إلى وسط المحيط، ورفض العودة إلى مسارها دون ضمان الإغاثة.

 

 

صعوبة تبديل أطقم السفينة في ظل قيود كورونا

 

 

وقبل الجائحة، كان بإمكان مالك السفينة إحضار طاقم جديد أثناء التوقُّفات الروتينية في الموانئ، أما الآن فقد أصبحت هذه الممارسة الشائعة كابوساً لوجستياً مع قيود كوفيد-19 الحدودية. هذا وتتطلَّب بعض الموانئ الحجر الصحي المطوَّل للعمال الوافدين والمغادرين، في حين ترفض الموانئ الأخرى السفن التي غيَّرت أطقمها في غضون 10 إلى 14 يوماً بسبب مخاوف من أنَّ البحَّارة قد ينشرون الفيروس.

 

 

وفي يناير، وقَّعت حوالي 300 شركة، بما في ذلك "مجموعة فيتول"، وهي أكبر شركة تجارة نفط مستقلة في العالم، و"مجموعة ريو تينتو" الأسترالية العملاقة للتعدين، تعهداً باتخاذ إجراءات لحل أزمة البحارة؛ ومن خلال التوقيع على ما يسمى بـ "إعلان نبتون" (Neptune Declaration)، أقرَّ الموقِّعون "بالمسؤولية المشتركة"، ووعدوا بزيادة التعاون بين مشغِّلي السفن والمستأجرين لتسهيل تغيير الطاقم.

 

 

وعلى الرغم من ذلك، يقول بعض مالكي السفن والمدافعين عن العمل، إنَّ القليل قد تغير حتى الآن، كما لم يُوقِّع جميع كبار المستأجرين على الإعلان؛ فقد قال متحدِّث باسم شركة "إكوينور إيه إس إيه" (Equinor ASA)، وهي شركة كبرى للنفط والغاز والطاقة، مقرُّها في ستافانغر، بالنرويج: "لقد اخترنا عدم التوقيع، لأنَّنا نعتقد أنَّ ممارساتنا الحالية فيما يتعلَّق بتغيير الطاقم عادلة، وتحترم تماماً الحاجة إلى تغيير الطاقم بشكل منتظم؛ ونحن لا نستأجر سفناً لأية رحلة إذا كانت هناك حاجة لتغيير الطاقم، ولم تكن هناك إمكانية لاستيعاب هذه الحاجة في جدول التسليم الخاص بنا".

 

 

ورفضت شركة "إكسون موبيل"، أكبر منتج للنفط والغاز في الولايات المتحدة، التوقيع؛ وقال متحدِّث باسم الشركة، إنَّها "تدرس الخطوات التالية".

تعليقاً على الموضوع، قال "راجيش أوني"، القبطان والرئيس التنفيذي لشركة "سينيرجي مارين"، التي تدير أكثر من 375 سفينة بما في ذلك سفن الحاويات وناقلات السلع، إنَّ الاتفاقية "قيد التنفيذ".

 

 

وأضاف أنَّ الشحن كانت له دائماً مصالح متنافسة، إلا أنَّ الشركات التي توقِّع على "إعلان نبتون" "تلتزم على الأقل بأنَّها ستتبع بعد ذلك البروتوكول القياسي، الذي ينبغي أن يمنحنا المزيد من الراحة، لأنَّنا الآن على الصفحة نفسها".

 

شركات تشترط عدم تبديل أطقم السفن تجنباً للتكلفة المرتفعة والتأخير في ظل الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا...

 

من يدفع تكلفة تغيير أطقم السفن؟

 

 

وما من شكٍّ في أنَّ الصراع حول مَن يجب أن يدفع التكاليف المرتفعة لتغيير الطاقم هو الأكثر حدَّة بالنسبة لشركات السلع وشركائها في الشحن الذين ينفِّذون ما يسمى بعقود الاستئجار الفورية؛ إذ تتوفَّر السفن ذات الطاقم عند الطلب في أيِّ مكان، بدءاً من بضعة أيام وصولاً إلى عدة أشهر، وتشكِّل عقود الاستئجار الفورية ما بين 85٪ إلى 90٪ من شحنات البضائع السائبة الجافة، والناقلات في صناعة السلع، وذلك وفقاً لمجموعة "بيمكو" (BIMCO) العاملة في هذا المجال.

 

 

هذا واشترطت بعض الشركات عدم إجراء أية تغييرات على الطاقم، أو طلبات ضمانات شفهية تُفيد بذلك قبل استئجار السفن، وذلك وفقاً لرسائل إلكترونية، وعقود راجعتها "بلومبرغ".

 

 

كما استخدم المستأجرون أيضاً الاستبيانات لمعرفة ما إذا كانت السفن تخطط لمبادلة الطاقم، وفقاً لمالكي السفن.

 

 

وفي إحدى الحالات، أخبر مالك سفينة "بلومبرغ" أنَّه من أجل تأمين عقد استئجار مع شركة "ريو تينتو" كان عليه تمديد عقود العمال، ودفع رواتب إضافية، وإعطائهم وعداً بإعفائهم من العمل عند اكتمال الرحلة. كما كان عليه أن يؤكِّد أنَّه لم يتم التخطيط لتغيير الطاقم طوال المدة.

 

 

وقالت الشركة في بيان لها: "لا تستخدم شركة "ريو تينتو" شرط "عدم تغيير الطاقم" في عقود استئجار السفن، إذ تسعى الشركة إلى دعم صناعة النقل البحري، وحقوق الإنسان للبحارة الذين تعتمد عليهم. وهذا يتطلَّب التعاون بين مالكي السفن الذين يُوظِّفون البحارة، والمستأجرين، وسلطات الموانئ الإقليمية حول شفافية المعلومات والمرونة في الموعد المحدد".

 

 

أما المشكلة بحسب المدافعين عن العمل والبحارة، فهي أنَّ العمال ليس لديهم خيار في أي من الاتجاهين. فغالباً ما يحتفظ قباطنة السفن بجوازات سفر طاقمهم - وهو أمر ملائم عند التوقف في الموانئ، كما يقولون – وتخضع الموانئ لرقابة مشددة على الحدود. وحتى لو أراد عامل الابتعاد عن سفينته، فلن يبتعد كثيراً دون جواز سفر أو تأشيرة أو تذكرة طائرة للعودة.

 

 

وتقول الصناعة، إنَّه من مسؤولية مالكي السفن ترتيب تغييرات الطاقم، وضمان سلامة ورفاه البحارة على متن سفنهم. وقد شجَّعت "بيمكو" المستأجرين على المشاركة في تكاليف تغييرات الطاقم، وطوَّرت لغة تعاقدية تتطلَّب من الشركات التي تستأجر السفن لفترة زمنية محددة - تسمى الاستئجار الزمني - للقيام بذلك.

 

 

وقالت المجموعة، إنَّ مالكي السفن المتاحة للاستئجار الفوري يجب أن يغيروا أطقمها، عندما لا تكون السفينة معروضة للإيجار.