تسعى مجموعة كريدي سويس إلى جمع نحو ملياري دولار لدعم رأس مال البنك بعد تحذير من تعرضه لأزمة مالية جديدة

هيئة الرقابة المالية,بنك كريدي سويس,بورصة,الرقابة المالية,قطاع أعمال,الاستثمار,الصفقة

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

8.7 مليار دولار حجم خسائر بنك كريدي سويس من انهيار "غرينسل آركيغوس

تسعى مجموعة "كريدي سويس"، إلى جمع نحو ملياري دولار، لدعم رأس مال البنك بعد تحذير من تعرُّضه لأزمة مالية جديدة بسبب انهيار "آركيغوس كابيتال"، مما زاد من مشاكل البنك السويسري بعد تعرُّضه لأزمتين في غضون شهر تكبَّد خلالها المستثمرون خسائر فادحة، وتصاعدت الشكوك تجاه قيادة البنك.



ويتوقَّع البنك الذي تخلَّص من نحو 97% من انكشافه على "آركيغوس"، أن تبلغ الخسائر قرابة 600 مليون فرنك سويسري (654 مليون دولار) خلال الربع الثاني، مما قد يضطره إلى السعي لجمع تمويل من المستثمرين بنحو 1.8 مليار فرنك سويسري عن طريق إصدارين من السندات القابلة للتحول إلى 203 ملايين سهم.

 

 

وقد بدأت هيئة الرقابة المالية السويسرية "FINMA تطبيق إجراءات تنفيذية ضد "كريدي سويس"، وفي المقابل قال البنك، إنَّه يخطط لتقليص قطاع أعمال السمسرة التي تسبَّبت في تكبُّد أغلب الخسائر.

ويتعرض توماس غوتشتاين، لضغوط كبيرة تجعله يعاني بشدة لإنقاذ البنك من التعرُّض لبداية صعبة هذا العام، وخاصة أنَّها تأتي بعد وقت قصير من تقلُّده منصب الرئيس التنفيذي للبنك بعد أن تضرر "كريدي سويس" أكثر من أيِّ منافس آخر بسبب انهيار "آركيغوس" شركة الاستثمار العائلية لبيل هوانغ. كما أنَّ وقت الأزمة كان الأسوأ لأنَّها جاءت بعد أسابيع فقط من تعرُّض "كريدي سويس" لفضيحة "غرينسل كابيتال" التي أجبرت البنك على وقف عمل بعض صناديق الاستثمار التابعة.

ومحت الأزمة المزدوجة لـ"غرينسل"، و"آركيغوس" أرباح البنك طوال العام، وتركت "غوتشتاين" يقاتل ليثبت لرئيس مجلس الإدارة الجديد، أنطونيو هورتا أوسوريو، قدرته على القيام بمهام قيادة البنك خلال واحدة من أصعب الفترات في تاريخه الحديث، وخاصة أنَّها تأتي بعد مرور أكثر من عام على توليه المنصب، فقد تعرَّض البنك خلال تلك الفترة لأزمات عديدة قبل انهيار "غرينسل" الأمر الذي زاد من صعوبة مهمة "غوتشتاين" لبدء حقبة جديدة من الهدوء بالإضافة إلى حالة عدم اليقين الحالية التي تحيط بتحقيق هيئة الرقابة المالية السويسرية، وما ستؤول إليه تلك التحقيقات.

 

 

وقام البنك بتغيير عدد كبير من المديرين التنفيذيين عقب الأزمتين في مقدِّمتهم، رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية بريان تشين، ورئيسة إدارة المخاطر، لارا وارنر، إلى جانب مجموعة من كبار المديرين التنفيذيين الآخرين بما في ذلك رئيس إدارة الأسهم، بول غاليتو، والشركاء المؤسسين لوحدة السمسرة، التي تتحمل الجانب الأكبر من مسؤولية خسائر أزمة "آركيغوس". كما أوقف البنك إعادة شراء أسهمه، وخفَّض من توزيعات الأرباح النقدية على المساهمين. وانخفض سهم "كريدي سويس" بنحو 6% في بداية تعاملات بورصة زيورخ، مما زاد من خسائره منذ بداية العام لتصل إلى 22%.

وقال "غوتشتاين" في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إنَّ البنك يخطط إلى تخفيف المخاطر في ذراع البنك الاستثماري، وكذلك خفض تعرضه لديون تقدَّر بنحو 35 مليار دولار من في وحدته للسمسرة التي تقدِّم خدماتها لعملاء صناديق التحوط.

وكتب محللون في "جي بي مورغان" في مذكرة للمستثمرين: "على الرغم من معالجة البنك لرأس المال بشكل أساسي، ولكن تبقى لدينا أسئلة بشأن التوجه الاستراتيجي للبنك وإدارة المخاطر". وأضافوا: "من الواضح أنَّ رأس المال كان محور التركيز الرئيسي".

يستهدف البنك عدم تراجع معدل كفاية الشريحة الأولى من رأس المال عن مستوى 12.5%خلال النصف الأول من العام، في ظلِّ استمرار تداعيات جائحة كورونا، وألا ينخفض عن 13% بشكل عام. وقد تراجع معدل كفاية رأس مال الشريحة الأولى إلى 12.2% في نهاية الربع الأول.

وقال البنك، إنَّه قد تمَّ بيع السندات القابلة للتحويل لأسهم إلى ملَّاك رئيسيين ومستثمرين من المؤسسات والأفراد أصحاب الملاءة المالية العالية.