هبوط أرضي مفاجئ في «النرجس 5» يعيد الجدل حول تسريبات المياه الغامضة في التجمع الخامس
شهد حيّ النرجس بالتجمع الخامس، مساء أمس، هبوطًا أرضيًا مفاجئًا في منطقة «النرجس 5»، ما أثار حالة من القلق بين السكان، ودفع الأجهزة الأمنية والتنفيذية إلى التحرك العاجل لاحتواء الموقف. وأعاد الحادث فتح ملف التغيرات المستمرة في تربة المنطقة، التي لطالما أثارت تساؤلات بشأن أسبابها الحقيقية.
الهبوط الأخير يأتي بعد أربعة أعوام من تحقيق استقصائي موسع نشره موقع «الصفقة»، كشف وجود مؤشرات خطيرة تتعلق بتغيرات غير طبيعية في طبقات التربة، وظهور كميات غير مبررة من المياه داخل عدد من المنازل، وهو ما اعتُبر آنذاك إشارة أولية لاحتمال وجود خلل بنيوي آخذ في التوسع.
ووفقًا لشهود عيان، فوجئ الأهالي بظهور فجوة كبيرة في أحد الشوارع الداخلية دون مقدمات، ما دفعهم إلى إبلاغ الحماية المدنية فورًا. ووصلت القوات خلال دقائق، وفرضت طوقًا أمنيًا حول المنطقة، ومنعت اقتراب المارة إلى حين استكمال الإجراءات الوقائية.
كما دفعت الجهات المختصة بفرق هندسية وجيولوجية لإجراء معاينات أولية وتقييم مدى خطورة الهبوط، فيما تتواصل أعمال القياس والرفع المساحي لتحديد الأسباب الحقيقية، وما إذا كان الموقع مهددًا بهبوطات إضافية.
وكان موقع «الصفقة» قد نشر قبل سنوات تحقيقًا موسعًا وثّق فيه شكاوى السكان من ظهور كميات كبيرة من المياه داخل حدائق المنازل والبدرومات، رغم أن مجسات التربة وفحوصات البناء الأولية أكدت خلو المنطقة من المياه الجوفية. وأكد التحقيق أن الظاهرة بدأت تدريجيًا قبل أكثر من خمس سنوات، وتسببت في إضعاف التربة وظهور طحالب وتجمعات مائية لم تُقدَّم بشأنها تفسيرات رسمية حتى اليوم.
وقال عادل بدر، أحد سكان النرجس 2: «بدأنا البناء عام 2006 وحفرنا لعمق 5 أو 6 أمتار دون أن نعثر على أي مياه. لكن منذ خمس أو ست سنوات بدأت المياه تتدفق من الأرض. حديقتنا تتروى وحدها، والأرض أصبحت خضراء بالكامل من كثرة الطحالب».
من جانبه، أوضح المهندس الاستشاري عادل ذكي، وهو أحد سكان المنطقة: «أجرينا مجسات قبل البناء وأثبتت خلو التربة من المياه الجوفية. لكن بعد السكن ظهرت كميات كبيرة في البدرومات. استدعينا شركات المياه، وأكدت أن الشبكات سليمة تمامًا، ولا أحد يعرف مصدر هذه المياه حتى الآن».
ويضيف: «حدثت أزمة مشابهة في مدينة العبور وتم حلها بالكامل. أما هنا، فأُبلغ السكان بأن كل فرد عليه معالجة مشكلته بنفسه، رغم أن حجم المشكلة يتجاوز أي جهد فردي»









