انسحابات للمتسابقين والحكام من الاتحاد المصري للسباحة بسبب يوسف محمد
أطلق بعض السباحين وسباحات المنتخبات والأندية حملة مقاطعة شاملة لبطولات وأنشطة الاتحاد المصرى للسباحة، معلنين تعليق مشاركتهم نهائياً «لحد ما حق يوسف يرجع كامل»، فى إشارة مباشرة إلى الطفل يوسف محمد أحمد عبد الملك 12 سنة لاعب نادى الزهور وبورسعيد، الذى لقى مصرعه غرقًا داخل حمام السباحة الأوليمبى أثناء بطولة الجمهورية.
واعلن المقاطعة سباحين من الماسترز في نادي الصيد المصري وعدد من الأندية الأخرى أعلنوا مقاطعتهم لأي بطولة ينظمها اتحاد السباحة الحالي.
وقد انطلقت الحملة بقوة من أرض بورسعيد، مسقط رأس الفقيد، حيث أصدر أبطال السباحة من مواليد 2010 إلى 2015 فيديو جماعيًا موحدًا أعلنوا فيه «إحنا ولاد بورسعيد بنقاطع كل بطولات الاتحاد لحد ما حق أخونا يوسف يرجع»، ضم الفيديو أسماء لامعة فى عالم السباحة الصغيرة منها أحمد محمد العربى، وأنس العربى، وسلمى السيد تيسير، وحمزة حسن بطل 2011، وريتاج حسن، وكارما طنطاوى، ولجين طه، ويحيى كريم، وآسر محمد سامى، ويحيى هيثم.
لم تتوقف الاحتجاجات عند اللاعبين، بل انضمت الحكم الدولى السابق سهير فرج، التى أعلنت أمس تعليق عملها كحكم سباحة فى أى مسابقة ينظمها الاتحاد، مؤكدة أنها لن تعود إلا بعد «رد حق الشهيد يوسف كاملاً»، وكشفت سهير عن تضامن خفى من أكبر خمسة أندية مصرية والتى قررت بدورها تعليق مشاركتها فى أى فعاليات اتحادية حتى تتحقق العدالة.
تحقيقات النيابة العامة التي تمت فى وقت سابق، أكدت أنه تم تفريغ كاميرات المراقبة، وأثبتت أن الطفل يوسف وصل إلى نهاية السباق ثم تهاوى إلى قاع الحمام دون أن يلاحظه أى منقذ أو حكم، رغم أن كل حارة بها سباح واحد فقط، وهو ما أثار تساؤلات حادة حول غياب الرقابة واختفاء المنقذين عن أماكنهم فى لحظة حرجة.
قالت الدكتورة فاتن إبراهيم، والدة يوسف، إنها كانت موجودة فى المدرجات يوم الحادث، وشاهدت ابنى يسبح بصورة طبيعية تمامًا ولم يبد عليه أى إرهاق، وأضافت أنها تركته كالعادة عند مدخل الحرم لأن دخول الأهالى ممنوع، لكنها فوجئت به يسحب من الماء ولونه أزرق، وترك على الأرضية عشر دقائق كاملة دون أى إسعافات أولية، لا أنبوبة تنفس ولا إنعاش قلبى رئوى، رغم أن عربة الإسعاف كانت على بعد خمس دقائق فقط.
انتقدت الدكتورة فاتن التقرير الطبى الأخير المكتوب بخط اليد وبختم عادى وقلت «أين توقيع الطبيب؟ أين ختم المستشفى الرسمى؟»، مؤكدة أن ابنها وصل المستشفى متوقف القلب والتنفس تمامًا، وعاد النبض بعد صدمات كهربائية متأخرة، ولو كان هناك إنقاذ فورى لكان يوسف اليوم على قيد الحياة.
وسط هذه الأجواء المشحونة، يواصل أبطال السباحة تصعيدهم السلمى، مؤكدين أن المقاطعة ليست رفاهية ولا تحريضاً، بل «تضحية بمستقبلنا الرياضى عشان ميحصلش تانى لطفل زى يوسف»، وأن الحارة رقم 7 ستبقى فارغة فى كل سباق حتى ينال الفقيد حقه، ويُحاسب كل مقصر ومهمل فى اتحاد السباحة.









