مشاورات مصرية–تركية في جدة لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق الإقليمي

عقد د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مشاورات ثنائية مع هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية، وذلك على هامش الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة، يوم الاثنين الموافق ٢٥ أغسطس ٢٠٢٥، حيث تناولت المشاورات مختلف أوجه العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
أعرب الوزيران عن ارتياحهما إزاء الزخم الذي يشهده مسار العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، خاصة في ضوء مرور مئة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتوافقا على أهمية البناء على الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى الذي عقد في إسطنبول في سبتمبر ٢٠٢٤، وكذا زيارة وزير الخارجية التركي إلى مدينة العلمين شهر أغسطس الجاري.
كما أكد الوزيران أهمية استكمال العمل نحو تفعيل آليات التعاون الثنائي، خاصة عبر الإعداد للاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة خلال الفترة المقبلة، بما يرسخ من الأطر المؤسسية للشراكة المصرية–التركية.
كما جدد الوزيران التطلع لانعقاد الدورة الثانية لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى برئاسة رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية التركية.
وجدد الوزير عبد العاطي التطلع لتعزيز الاستثمارات التركية في السوق المصري، والعمل على تحقيق الهدف المشترك برفع حجم التبادل التجاري إلى ١٥ مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، في ضوء الفرص الاقتصادية الواعدة التي يوفرها السوق المصري والمحفزات الاستثمارية المرتبطة به.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد الوزيران موقفهما الرافض للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وضرورة التدخل الفاعل لوقف العدوان.
وأكدا على ضرورة وقف سياسات تجويع والقتل الممنهج للمدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كما أدان الوزيران باشد العبارات الخطط التوسعية الاستيطانية بالضفة الغربية واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة. من جانبه، استعرض الوزير عبد العاطي الجهود التي تقودها مصر بالتنسيق مع قطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدا أهمية تكثيف الضغط على إسرائيل للقبول بالصفقة المطروحة، خاصة بعد موافقة حركة حماس عليها.
كما شدد على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود، مبرزا أن مصر قدمت ٧٠٪ من المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى القطاع، وأن هناك ما يزيد عن ٥٠٠٠ شاحنة محملة بمساعدات إغاثية وطبية مازالت عالقة على الحدود نتيجة العراقيل والقيود التى تفرضها اسرائيل.
وتبادل الوزيران التقديرات بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الأولوية، ومنها التطورات في ليبيا وسوريا ولبنان والسودان والقرن الأفريقي، حيث أكد الوزير عبد العاطي أهمية دعم وحدة وسلامة أراضى هذه الدول ومؤسساتها الوطنية، والتطلع للتنسيق والعمل المشترك للدفع بالحلول السياسية وفتح المجال أمام التنمية وتحقيق الأمن والاستقرار.